الانتقام غايتهم والدهاء وسيلتهم .."كيد الرجال" أسلوب خبيث لتأديب الزوجات
كانت الزوجة الثانية مكافأة مساندة الأولى له في بداية حياته ، وقد تأتي أيضاً على سبيل تأديب وإذلال الأولى لتعلم أن الله حق وأنها تبطرت على ولي نعمتها، هكذا يعتنق الرجال فنون الكيد ، إذاً أيهما أقوى كيد الرجال أم كيد النسا ؟!!
الإجابة قد تكون من خلال تلك القصة التي نشرتها في الصحف الكاتبة المصرية حسن شاه، وكانت عبارة عن رسالة وصلتها منذ عدة سنوات من امرأة تجاوزت الخمسين من عمرها.
وقائع القصة تشير إلى أن المرأة التي قضت كل حياتها في خدمة زوجها ومراعاة ربها فيه، واعتادت الصمت على نزواته على مدى سنوات زواجهما، تفاجأ بعد وفاته وعندما ذهبت لصرف معاشها منه، بأنه طلقها منذ ما يزيد على عشر سنوات، ليحرمها من المعاش، وعندما بحثت في أوراقه وجدت رسالة كتبها بعد طلاقه لها يبرر فعلته برغبته في الانتقام من زوجته التي تعالت على تصرفاته الطائشة وكانت تشعره بصمتها بأنها الأفضل، ولهذا فكر في الانتقام منها بتلك الطريقة التي لا تخطر على بال الشيطان ذاته.
القصة دفعت الكاتبة حسن شاه وقتها للتعليق بقولها: "يتهمون المرأة ببراعة الكيد والدهاء، فماذا يسمون هذا إذاً؟، لقد غلب كيد الرجال كيد النساء".
الضرة جزاء مساندة الزوج
قصة أخرى لرجل كان يفتقد العاطفة تجاه زوجته، وعندما واتتها فرصة السفر للعمل في خارج البلاد، رفض السفر معها مقنعا إياها بأفضلية بقائه لتلقي ما تجمعه من أموال يكفي لبناء مستقبلهما، وعلى مدى سنوات اقتربت من الست، كانت الزوجة ترسل فيها كل ما تكسب من أموال من عملها في الخارج. نجح الزوج في شراء منزل كبير وإقامة مشروع وضع اسمه على قائمة رجال الأعمال الكبار، لكن كل هذا باسمه. والأكثر هولاً، هو زواجه من أخرى، ناسيا زوجته صاحبة الحق في كل ما يملك، التي أصيبت بانهيار عقب عودتها ولم تستطع إثبات حقها في ما لديه، فعادت إلى البلد الذي كانت تعمل به تواصل رحلتها وحيدة.
قصة أخرى تقوم على أمل الزوج في إنجاب الذكر وانتقاماً لكرامته من زوجته عندما أخبرته بأن الأطباء أكدوا لها قدرتها على الإنجاب طالبين منها تحاليلاً طبية من زوجتها ، قرر ذلك الرجل إنجاب الذكر من امرأة أخرى لتكسر أنف الأولى وتثبت لها رجولة زوجها .
المكر سلوك بشري
في بداية حديثه أكد الدكتور هاني السبكي، استشاري الطب النفسي، لصحيفة "الشرق الأوسط" أن الواقع والتاريخ يؤكدان أن المكر والخديعة سلوك بشري لا يختص به جنس من دون الآخر .
موضحاً أن : "الرجل والمرأة ينتمي كلاهما لجنس الإنسان، وبالتالي لا توجد أبحاث تؤكد تفوق أحدهما في الذكاء على الآخر، إلا في الفروق الفردية. بمعنى أن الأبحاث تشير إلى تفوق المرأة في مجالات الآداب واللغات، وتفوق الرجل في العلوم والرياضيات، مع وجود الاستثناءات، لكن الخبرة تؤكد أن المرأة بتكوينها البدني والنفسي، أقرب إلى استخدام الدهاء والمكر لتحقيق أهدافها، حتى وإن امتلكت القوة. فبلقيس ملكة سبأ، عندما جاءتها رسالة النبي سليمان، أشار إليها رجال حكومتها بالرد عليه بالحرب، زاعمين امتلاكهم للقوة، لكنها لم تنساق وراءهم، واختارت التكتيك لتحقيق أهدافها، فقد أرسلت هدية إلى الملك سليمان لتستشف رد فعله، من جهة، ولتكسب المزيد من الوقت للتكتيك .
مشيراً إلى أن الدهاء وسيلة المرأة الأولى للدفاع حتى ولو لم تستخدمه في الشر، عامة إن الرجال لا يمتلكون القدرة على الغوص في المشاعر الإنسانية كالنساء، فالمرأة لا تغتر بدموع غيرها من بنات جنسها، ولا تخدعها الكلمات المعسولة، وتكون ردود فعلها أكثر مباشرة، إلا أن هذا لا ينفي أن الرجل إنسان قادر على التخطيط والكيد للآخرين وإن اختلف الأسلوب".
قوة المرأة في عقلها
المحامي فريد الديب ، يؤكد أنه صادف كيد النسا كثيراً من خلال عمله ، قائلاً : لقد شاهدته في قضايا كثيرة وهو موجود أيضاً في الحياة العملية ، فالمرأة عندما تشعر أو توهم أو تعتقد أنها تعرضت لغدر من الرجل فإنها تكيد له كيداً بأشكال مختلفة ، والمرأة حين تكيد للرجل قد تلفق له تهمة ، قد تحيل حياته إلى جحيم ، وإذا كانت زوجته فهي بحكم قربها منه تعرف نقاط ضعفه وتعرف كيف تستفزه وتخرجه عن وعيه ، وقد يصل بها الحال إلى تلفيق التهم أو الادعاءات عليه .
ويضيف : إن كيد النساء ليس موجهاً للرجل فقط ، بل بالعكس " كيد النسا يكون بين النساء أشد ضراوة ، فمن خلال عملي وكيل نيابة في فترة سابقة كنت أتلقى بلاغات وادعاءات في منتهى الخطورة ، فمثلاً تجد من السهل جداً على المرأة أن تقول " إن رجلاً ما تحرش بها " ، فالتحرش الجنسي تهمة سهلة تلقي بها المرأة كيداً في وجه رجل ، خاصة إذا أتيحت لها فرصة اللقاء بهذا الرجل .
ويتابع الديب حديثه قائلاً : بالمناسبة قد تكيد المرأة للرجل ليس للانتقام منه ولكن لكي تثير غيرته مثلاً ، فقد توهم امرأة رجلاً سواء كان زوجاً او حبيباً بأن هناك من يغازلها وتفتعل أزمة والحكاية قد لا يكون لها أي أساس من الصحة ، أو قد يكون لها أساس يمكن التغاضي عنه لكنها تجسمه .
ويشير فريد الديب إلى أن الكيد يشفي غليل المرأة ، فهو تعبير عن رغبة في الانتقام ، وبالتالي فهي ترتاح نفسياً عندما تكيد ولا ننسى ان هناك جوانب في المرأة خاصة الجوانب العاطفية أو التي تمس أنوثتها يكون رد فعل المرأة تجاهها في منتهى الضراوة ، وقد يصل فيها الأمر إلى درجات عالية من الانتقام ، فالمراة من الصعب عليها أن تتحكم في عواطفها وبالتالي يغيب العقل ، وهي لا تتمتع بقدرة الرجل ضبط النفس ، عموماً كيد النسا موجود في كل الطبقات لكنه يأخذ أشكالاً مختلفة حسب القدرة ، وكلما كانت المرأة من طبقة عالية ولديها إمكانات من اتصالات ونفوذ وأموال تكون صور الانتقام مختلفة ، بينما في الطبقات العادية أو الفقيرة تضطر المراة إلى أن تكون طرفاً في المؤامرات الكيدية ضد من يعترضون طريقها .
أما الدكتورة سمية ابراهيم، أستاذ الطب النفسي بجامعة بنها فتشير إلى أنه كثيرا ما تكون الغيرة دافعا للكيد بين النساء، قائلة : "من الممكن القول إن مشاعر الغيرة بين النساء تزداد، وبخاصة في مرحلة المراهقة، التي تحاول فيها كل فتاة جذب الأنظار لها من دون غيرها من بنات جنسها. ومن الممكن استمرارها بعد ذلك في العلاقات الاسرية. ومع اختلاف الآراء وتضاربها.
